عملية البحث عن عمل: المسؤولية الذاتية والآليات الداعمة

 

عملية البحث عن عمل: المسؤولية الذاتية والآليات الداعمة

تتحدث العديد من الأبحاث والتقارير عن صعوبة إيجاد عمل حيث تأتي هذه الأبحاث بجلب تحاليل للمعيقات أمام تشغيل النساء العربيات؛ منها الأبحاث التي أعدتها جمعية "نساء ضد العنف". وتطرقنا فيها إلى مسؤولية الدولة في خلق فرص عمل للنساء، وإزالة المعيقات أمام اندماجهن في سوق العمل وتهييئ البنية التحتية لذلك. في حديثنا عن المعيقات نعني قضايا مثل قلة فرص العمل المطروحة أمام النساء، وعدم وجود مناطق صناعية في البلدات العربية، وقلة في الحضانات المعترف بها من وزارة العمل.

استطعنا من خلال هذه الأبحاث إحداث تغيير في الخطاب الشائع أن العادات والتقاليد في المجتمع العربي تحد من خروج النساء للحيز العام، وأنه المتوقع من النساء الاهتمام فقط في شؤون الأطفال والمنزل. كذلك، أثبتنا أن النساء العربيات قد تخطين هذه المعيقات الاجتماعية إلى حد كبير، توجّهن للتعليم العالي، بل وأشرنا إلى ارتفاع نسبة النساء الأكاديميات في الألقاب الثلاثة.   

من خلال عملنا في المرافعة والتركيز على  موضوع النساء والعمل وطرح القضية على أجندة البحث والعمل في الكنيست والوزارات نرى اليوم تحركات مهمة في خطط الدولة بوزاراتها وخاصة أن منظمة التنمية العالمية (OECD) اشترطت عضوية إسرائيل في المنظمة برفع نسبة النساء العربيات واليهود المتدينين في سوق العمل.

دور ومسؤولية الدولة هما الأهم في عملية النهوض بالمكانة الاقتصادية للمجتمع العربي لكن، هنالك دور مهم أيضًا لكل باحث/ة عن عمل في كيفية الوصول للمكان المناسب وبالآليات المناسبة.

ما هو دورك كباحثة عن عمل؟ وهنا أتوجّه بشكل مباشر للنساء الباحثات عن عمل:

يقسم هذا الدور إلى قسمين: الأول هو حول اختيار مهنة المستقبل وأي مجال عمل تودين الانخراط فيه؟  

على الطلاب والطالبات الجامعيين اليوم التفكير بشكل أعمق في الميول والقدرات التعليمية الخاصة بهم، ولكن مهم أيضًا التفكير ما هي مجالات التعليم التي ستفتح أمامهم مجالات عمل أوسع بعد إنهاء الدراسة الجامعية؟ ما هي المجالات التي نرى فيها ازدهار أكبر وأوسع؟ هنالك مجالات عديدة، والتي سأخصص لها مقال آخر لاحقًا، لكن من المهم التوجّه للمختصين للمساعدة والاستشارة في الاختيار مثل جمعيات تختص بالتوجيه المهني و/أو الدراسي. ولكن من هنا أتوجه أيضًا للطلاب والطالبات الجامعيين بأن يحاولوا إيجاد عمل في فترة التعليم يمكّنهم/ن من إثراء أنفسهم/ن وتجاربهم/ن في الحياة العملية، وليس فقط التطوع في مشاريع التربوية مثل "بيراح" أو غيرها، التي أعتبرها مهمة طبعًا ، لكنها ليست العامل الأهم في تقرير الوجهة المهنية. ومن خلال عملنا في جمعية نساء ضد العنف في مشروع النساء والعمل نجد أن العديد من النساء لا يملكن أي خبرة في العمل غير التطوع (مقابل منحة زهيدة) في مشاريع مثل "سحلب" أو "بيراح" وغيرها أو في التطبيق العملي المطلوب منها كجزء من دراستها.

مهم في هذه المرحلة بالذات (مرحلة الدراسة الجامعية) محاولة إيجاد إطار تطوعي أو عمليّ ليساهم في تطوير وفتح مجالات العمل أمام الطالب/ة؛ على سبيل المثال إذا كنت طالبة في كلية العمل الاجتماعي يمكنك التطوع أو إيجاد عمل في مجالات ملائمة: جمعيات تعمل في المجال/تفدم خدمات، مشاريع عمل جماهيري، نويديات الظهيرة وغيرها

 

أما القسم الثاني فيتعلق بالباحثة عن عمل:

على عملية البحث عن عمل أن تكون مُمنهجة، أي وضع أهداف وخطة واضحة تفصّل الآليات للوصول للهدف وتنفيذ خطة البحث. قد يساعد أن تسألي نفسك الأسئلة التالية:

  1. ما هي المجالات التي ممكن أن تلائم تأهيلي المهني؟ (تدريس، إرشاد، هندسة ، إعلام، محاماة)
  2. من هي الجهات التي ممكن أن تؤمن لي مكان العمل؟ (وزارة، سلطة محلية، قطاع خاص، جمعيات)
  3. هل أنا بحاجة لتطوير قدرات ومهارات إضافية؟ (لغة، مهارات حاسوب، توجيه مجموعات، لقب ثاني أو تطوير قدرات أخرى)
  4. ما هي المؤسسات التي ممكن أن تساعدني على اكتساب هذه المؤهلات/المهارات؟
  5. تحديد المناطق التي ممكن أن تبحثي فيها عن عمل!

تختص العديد من الجهات في التوجيه والمساعدة في البحث عن وإيجاد عمل، مثلاً:

البحث المباشر: 

  • مواقع إنترنت خاصة مثل www.wavojobs.com التابع لجمعية نساء ضد العنف
  • www.alljobs.co.il، www.govjob.co.il
  • شركات/مراكز قوى عاملة/موارد بشرية.
  • مواقع "مطلوب" للعمل. (פורטל דרושים)
  • صحف، مواقع التواصل الاجتماعي.
  • إعلانات حول وظائف شاغرة في مواقع عامّة.

 

بحث غير مباشر:

  • إبلاغ الأقارب والأصدقاء أنك تبحثين عن عمل.
  • إبلاغ الأصدقاء من الجامعة وخاصة من درس مجال العمل الذي تبحثين فيه عن وظيفة، فمن ممكن أن يُقترح عليه عمل لا يلائمه وممكن أن يلائمك.
  • قد تساعدك المشاركة في أيام دراسية في المجال الذي تبحثين فيه عن عمل في توسيع شبكة المعارف وأيضًا، في توسيع مجالات التفكير ورؤية أوسع لمجالات التخصص.

 

يستغرق مسار البحث عن عمل لدى المواطن/ة العربي/ة وقت أكثر من الشخص/المواطن/ة اليهودي/ة بخمس أضعاف، لذا:

  1. لذا نحن ننصح بكتابة خطة لكيفية البحث عن عمل، ما هو الطموح في الوظيفة الملائمة، وما هي المؤهلات التي تحتاجينها في فترة البحث عن عمل، والأهم من ذلك هو البحث بشكل يومي عن عمل وتطبيق مقولة أن "البحث عن عمل هو عمل بحد ذاته"، أي لمدة لا تقل عن 3 ساعات يوميًا.
  2. كتابة السيرة الذاتية بالطريقة الملائمة واللغة الصحيحة– هنالك العديد من المواقع توفر هذه المعلومات، فالسيرة الذاتية هي بطاقتك تعريفك الأولى أمام المُشغّل والتي ستحدد خطوة انتقالك للمرحلة الثانية من البحث، أي استدعاؤك لمقابلة عمل أو حذف سيرتك الذاتية من قائمة المرشحين الملائمين.
  3. إرسال السيرة الذاتية للوظائف الملائمة لمؤهلاتك وشهاداتك.

قبل تقديم السيرة الذاتية عليك فحص مكان العمل أو الشركة، هل تُلائمك ظروف العمل ومبادئ هذه الشركة أو المؤسسة، منطقة العمل (في أي بلد، كم تبعد)  في أي مجالات عمل تهدف هذه المؤسسة أو غيرها.

البحث في جوجل عن مدير الشركة أو أي معلومة ممكن أن تكَون لك صورة حول إدارة هذا المكان.

 مقابلة عمل:

هنالك أنواع عديدة من تصنيف طلبات العمل والسير الذاتية: إما عن طريق الجهة المُعلنة عن وظيفة شاغرة مباشرةً، أو من خلال مقابلة عمل شخصية، أو عن طريق شركة خاصة تقوم بتصنيف السير الذاتية وفق شروط وآليات فحص مختلفة.

  • في الحالتين عليك التحضير والتجهيز، نفسيًا وعمليًا، للأسئلة التي ممكن أن تتلائم مع العمل المعروض، لذا عليك أن تراجعي السيرة الذاتية خاصتك ومتطلبات العمل المعروض والتفكير بنوعية الأسئلة التي ممكن أن تطرح عليك.
  • يحبّذ الانتباه للمظهر الخارجي، الاهتمام بملاءمته للمهنة والظهور بشكل مهني مقبول.
  • أما في مراكز التقييم والتشخيص، فهنالك عدة مراحل تشمل امتحانات أو مقابلات جماعية أو شخصية؛ إن كان التصنيف يجري من خلال هذه المراكز فمن المهم أن تهيئي نفسك لنوعية الامتحانات المعتمدة والتي تمتد على مدار يوم كامل أحيانًا (أي ما يقارب الـ8 ساعات). يجدر الاطلاع على مبنى الامتحانات ومراحلها من خلال كراسات ملائمة أو مواقع إنترنت تعرض بعض التمارين ذات العلاقة.

نعرض هذه النصائح هنا، للنساء الباحثات عن عمل ضمن نشاطات مشروع النساء والعمل في جمعية نساء ضد العنف؛ نتمنى لك النجاح في مسار البحث عن عمل، ونحن هنا لتقديم المشورة في المجالات المعنية. للتواصل معنا، الرجاء الاتصال على رقم الجمعية: 6462138-04