مفهوم جديد للرجولة مبني على أساس المساواة بين الجنسين

خلال محاضرة في نساء ضد العنف:

مفهوم جديد للرجولة مبني على أساس المساواة بين الجنسين

عقد في جمعية "نساء ضد العنف" هذا الأسبوع، لقاء حول مفهوم الرجولة مع الدكتور حين نردي، من أوائل الباحثين الإسرائيليين في حقل العمل الاجتماعي الذين طرحوا وبحثوا "مفهوم الرجولة" في البلاد، وقد صدر له ثلاثة كتب وأبحاث بهذا الخصوص. شارك في اللقاء مجموعة من الرجال الشركاء والمنضمين الجدد، وذلك ضمن مشروع "العمل مع الرجال" في الجمعية واستمراراً لبحث الرجولة الأخير بعنوان "مفهوم الرجولة في المجتمع العربي الفلسطيني في إسرائيل".
هذا ويعتبر مشروع "العمل مع الرجال" فريد في نوعه والأول في مجتمعنا بحيث تقوم جمعية نسوية بالتوجه للرجال ليتجندوا في النشاط من أجل مجتمع أكثر عدالة وذلك انطلاقا من كون جمعية "نساء ضد العنف" تؤمن أن مجتمع لا يضمن العدالة الاجتماعية والمساواة لأفراده لا يمكن أن يكون مجتمعا معافى.

 افتتح اللقاء الدكتور حين نردي بعرض لنماذج مختلفة من الرجولة، منها الرجولة التي تبرز الإنسان المنزوي والمستسلم من جهة، والإنسان العدواني والعنيف من جهة أخرى والذي يحاول إلغاء الغير. كما وتطرق للرجولة التي تدمج بين الاثنتين في مواقف مختلفة. هذا وقد اقترح دكتور نردي من خلال عمله خلق مفهوم جديد للرجولة يتبنى الحزم ومشاركة الغير، وقد شبه هذه الرجولة بالدولفين كونه-أي الدولفين حيوان لا يرضى بأذية احد ومن ناحية أخرى يشعر بالغير ومتعاطف وغير عنيف.

ولقد شرح الدكتور نردي أن الأطفال الذكور ومنذ نعومة اظافرهم يكبرون وينمون مع كبتٍ للمشاعر، فالاهل يحاولون منعهم من البكاء او من الملاطفة المستمرة كما للإناث، وأحد انواع الكبت المعروفة والتي يستعملها الاهل والمجتمع تجاه الرجال هو الضغط المجتمعي لمصطلح "كونوا رجال" بإدعاء انه من العيب على الرجال ان تبكي خوفا من نمو رجل ضعيف الشخصية. ولهذا فالرجولة المعاصرة تلغي عملية كبت المشاعر للابناء والرجال، وتؤمن بقدرتهم على التعامل مع أي ضائقة نفسية بشكل مباشر وجريء بعيد عن العنف، كونها رجولة غير عنيفة ومبنية على أساس المساواة بين الجنسين، تساهم ببناء أساسات قوية لمجتمع متساوي ومتكافئ لجميع فئاته وأفراده. هذا وقد عبّر المشاركين عن التزامهم واستعدادهم للنشاط من أجل المساواة بين الجنسين ولبناء مجتمع خال من العنف.

وأضاف الدكتور نردي خلال اللقاء ان نموذج "الرجولة المعاصرة" يشدد على حق الرجال بالتعبير عن مشاعرهم، والشعور مع الطرف الآخر، كما يحق للرجل أن يكون عاملا اجتماعياً او معلم مدرسة كما الاناث، كما يحق للأناث أن يكونوا اطباء وقاضيات وصحفيات. فالرجولة المعاصرة باعتقاده تشجع الرجال ليكونوا ما هم وليس ما يجب ان يكونوا.

فداء طبعوني-أبو دبي؛ مركزة وحدة التغيير المجتمعي في نساء ضد العنف، شددت على أهمية عقد اللقاء والاستمرار بعقد المزيد من اللقاءات وأضافت: "مبادرة جمعية نساء ضد العنف لعقد مثل هذا اللقاء تعتبر مبادرة فريدة من نوعها لجمعية نسوية عربية، تقوم بدعوة رجال من اجل طرح أمور رجولية خاصة ولكنها ترتبط أيضا بتركيبة مجتمعنا وموازين القوى فيها، وذلك لمحاولة العمل والتأثير على مفهوم الرجولة الحالي من منطلق إيماننا بفكرة العمل بشراكة مع الرجال للتغيير المجتمعي ، من خلال العمل الميداني المشترك."